الثلاثاء، 24 مايو 2011

العسكر فى المعسكر !!!

هذه التدوينة مكتوبة مشاركة فى يوم التدوين ضد المجلس العسكرى 23 مايو 2011

مابين مشهدى نزول وحدات الجيش المصرى إلى ميدان التحرير يوم جمعة الغضب 28 يناير 2011 و أستقبال شباب الثورة له استقبال الأبطال أمام مبنى ماسبيرو ؛ حتى أن لقطة تليفزيونية  شهيرة لرجل أربعينى يقول " الجيش والشعب أيد واحدة .. الجيش دول ناس مية مية ؛ كفاية انهم ما بيخدوش رشاوى " كانت إحدى التترات التليفزيونية المشهورة لقناة الجزيرة فى الأيام الأولى للثورة




وما بين مشهد رجال الجيش يوم ذكرى النكبة 15 مايو 2011 وهم يطاردون الشباب الأعزل المسالم بالرصاص الحى فى الشوارع المحيطة بسفارة الصهاينة على نيل القاهرة ويأمرونهم بأن ينزلوا على ركبهم وينبطحوا مهددين من يرمش أو يتنفس بقتله بالرصاص لأنه مالوش دية

مابين المشهدين لابد أن نتوقف كثيراً لنتأمل ولنحلل كثير مما جرى بين الحدثين لنعرف هل كان الجيش فعلاً مع الثورة أم كان ضد الثورة أم أنه تورط فى ابداء تعاطفه مع الثورة ، وما تحليل ما يفعله العسكر وخاصة المجلس العسكرى الأن؟!

 



1- أصدق وأقدر وأثمن وأمتن لما يقوله أعضاء المجلس العسكرى أن خيارهم كان من اليوم الأول لنزولهم الميدان ألا يطلقوا رصاصة واحدة على فرد من الشعب المصرى من المشاركين فى الثورة

لكن تفسيرى أن الفضل يرجع فى هذا للثورة نفسها فمشهد الملايين فى شوارع مصر يوم جمعة الغضب كان رادعاً لأى أحمق يوسوس له الشيطان استخدام القوة ضد جحافل من الشباب الأعزل ظلوا يواجهون غدر وخيانة ورصاصات قوات الشرطة بصدورهم العارية حتى كسروها وقهروها وأهانوها
وأستطيع أن أجزم أن التهور بمواجهة من أى نوع مع هذا الشباب " المستبيع " كانت ستنتهى لصالح الشباب مهما تعاظمت خسائرهم

لذا فقد كان اختيار الجيش فى هذا الموقف اختيار " مجبر أخاك لا بطل " وقد بينت الأيام ذلك





2- أفهم وأتفهم أن الرجال الأفاضل فى المجلس العسكرى هم رجال مبارك ومن اختيار مبارك وولائهم ظل حتى يوم 11 فبراير وربما بعده لمبارك وأنه لولا مبارك ما جاءوا إلى كراسيهم بكل ما فيها من جاه ومال

لذلك فأنه من الأنصاف ألا نحملهم فوق مايطيقون أو أن نطلب منهم أن يكونوا هكذا ثوريين ما بين ليلة وضحاها لمجرد أنهم فى مفترق الطرق أعلوا مصلحة الوطن واستمعوا إلى صوت العقل والمنطق والحكمة وانحازوا للثورة حتى ولو من وراء قلوبهم وهو مايجب أن يكون محل تقدير وامتنان منا جميعاً


3- جرت حوادث وأحداث كثيرة فى نهر الثورة كان الجيش فيها والمجلس العسكرى على رأسه محل شك وارتياب بحق ودون أى تزيد أو افتراء ؛ لكن الثوار آثروا ألا يجعلوا مثل هذه الحوادث العابرة تعكر فرحتهم وزهوهم بجيشهم الوطنى الذى يفاخرون به شعوب وأمم العرب والعجم

وأبرز هذه الأحداث الموقف المخزى لرجال الجيش يوم موقعة الجمل الأربعاء 2 فبراير 2011 حيث سمحوا لأنفسهم أن يقفوا موقف المتفرج ولن أقول المتواطأ بينما بلطجية مبارك يحتشدون بأبلهم وخيولهم وسلاحهم وعتادهم ليهجموا على الثوار فى ميدان التحرير ويوسوعونهم طعناً وتقتيلاً لما يزيد على 15 ساعة متصلة دون أن يحرك عسكرى وليس قائد فى جيش مصر ساكناً بوقف العدوان أو مطاردة المعتدين
وكان أختيار الجيش يومها قادة وجنوداً تنفيذ أوامر القائد الأعلى لهم حتى بغض الطرف عن العدوان على الثوار ؛ حتى لو كان ذلك ضد الحق والعدل والشهامة والمروءة ونصرة المظلوم وهى المقومات التى يفترض أنها قد قامت عليها العقيدة القتالية لجيش مصر من قديم الأزل
فقد كان المخطط يومها أن مثل هذه الغارة البدائية للجمال والحمير ستخلى الميدان وتقضى على الثورة وتبقى على مبارك وعصابته ليقلدوا قادة الجيش وجنوده أرفع الأوسمة والنياشين التى أكتشفنا من خلال التحقيقات فى تضخم ثروة المخلوع أنها تتحول إلى من أوسمة ونياشين تكريم إلى صرر من الدراهم والدنانير بلغت مع أوسمة المخلوع 100 ألف جنيه شهرياً

4- ومع نجاح الثورة كان ينبغى على من لم يحسم موقفه بعد من قادة الجيش أن يكون مع الثورة لأنها أصبحت هى الحقيقة المؤكدة وهذا ما يقوله العقل والمنطق والمصلحة ؛ لكن بعض قادة المجلس العسكرى كان له رأى آخر

ومن هنا طل علينا أحدهم - اللواء إسماعيل عتمان - بعد نجاح الثورة بيومين أثنين ليحتفى ويكرم ويشيد فى مكالمة مع محمود سعد على تلفزيون الدولة بمجرم من أعدى أعداء الثورة لايقل أجرامه عن القناصة الذين أطلقوا رصاصتهم الغادرة على الثوار فى جمعة الغضب ويوم موقعة الجمل ألا وهو المجرم الكذوب عبد اللطيف المناوى

5- تجلت الحقيقة إذاً
وتبين أن كل ما كان يجرى على صعيد جبهة الإعلام المصرى كان يتم بترتيب ومباركة من قادة المجلس العسكرى
وأن التضليل والتفزيع والأكاذيب وأستعداء الشعب على شباب التحرير كان مخططاً ومدروساً بعناية ؛ وكونه فشل - بحول الله وقوته - لا ينفى مباركة قادة الجيش له 
ويفضح هذا أن العسكر تعاملوا مع الثورة باعتبارها أزمة أن لم يستطيعوا نسفها فلا بأس من الألتفاف عليها والتخادع لناسها لخداعهم مع الوقت ليبقى الحال على ما هو عليه بكل ألياته وقواعد لعبته

6- ويفسر هذا ما قاله ذات اللواء عتمان للأستاذة بثينة كامل من أن العسكر على علم تام بالممارسات المشينة التى كانت تجرى بين فتيات وفتيان التحرير وأنهم على علم بأن شباب التحرير ممولون من جهات خارجية

7- كليب مشهور ومتداول على اليوتيوب صور فى بورسعيد فى أعقاب الثورة مباشرة لجنود من الشرطة العسكرية يجبرون مجموعة من الشباب على الانبطاح وأيديهم موثوقة خلف ظهورهم والجنود يدوسونهم بالبيادات كان معبراً بفجاجة عن ما ينتظر شباب الثورة من العسكر

أضف إلى هذا ما حدث يوم 9 مارس و8 إبريل حيث تم سحل الشباب وأعتقالهم ومحاكمتهم عسكرياً

لا يمكن بحال من الأحوال أن يقول أحد أننا بصدد أناس الثورة كانت اختيارهم بحق وحقيق


أما ماجرى فى سيناء يوم ذكرى النكبة حيث تم قطع الطريق على النشطاء ومنعهم من الوصول إلى معبر رفح ومصادرة شحنات المعونات المتوجهة إلى اخواننا المحاصرين فى غزة 

فأنه يشى بأننا أمام إعاد إنتاج جديد لنظام مبارك أحد مقوماته أن تعكير مزاج العدو الصهيونى خط أحمر وأن القيام على أمن الكيان الصهيونى اختيار إستراتيجى له
ولا ضير مع هذا أن ينزل الشباب على ركبهم كما الأسرى وأن يحاكموا عسكرياً لردعهم عن التظاهر أمام سفارة الصهاينة وهو مالم يفعله مبارك

8- ومع الغموض السياسى والمناورات فى محاكمة مبارك ورموز حكمه ومحاولة حمايتهم من المسآلة بما فيهم حتى بعض الموظفين فى الدرجات الدنيا مثل مناوى التلفزيون وسباعي الطب الشرعي و سامي عبعزيز بتاع إعلام القاهرة

ومع القرارات الصادمة التى يخرج بها علينا العسكر والحوارات الوطنية الحمضانة التى يدعو إليها أساطين الفاسدين والمفسدين فى الحزب الوطنى المنحل أخلاقياً وقانونياً

ليس أمامى وحتى أخلص من هذه التدوينة الخنيقة سوى أن أهتف

" العسكر فى المعسكر "

أى لا حل أمامنا سوى أن يرجع العسكر إلى ثكناتهم ويتركوا للشعب شئون الحكم لينتخب مجلس رئاسى مدنى بالكامل ليدير البلاد خلال الفترة الإنتقالية

وبما أن هذا الاختيار ليس عليه إجماع وطنى ولأنه سيطيل من أمد الفترة الإنتقالية التى قد تشهد حماقات جديدة من العسكر

فليس أمامى سوى أن أترجى العسكر ومجلسهم وأتوسل إليهم وأقول لهم حنانيكم بهذا الشعب الذى وثق ويثق وسيظل يثق بكم لا تخذلوه ولا تحبطوا آماله بالانسياق وراء ولاءاتكم للمخلوع وأعوانه فالثورة شئتم أو أبيتم قد أصبحت حقيقة راسخة وهناك من هم على أستعداد لفداء هذه الحقيقة بالروح والدم 

فاتموا الفترة الإنتقالية على خير ثم عودوا إلى ثكناتكم مشكورين مأجورين وشكر الله سعيكم

السبت، 14 مايو 2011

أتهام بثينة كامل بالعيب فى الذات العسكرية


بعد تحقيق أستمر نحو 6 ساعات تم الأفراج عن الأستاذة بثينة كامل المذيعة فى التليفزيون المصرى والمرشحة المحتملة لرئاسة الجمهورية بضمان وظيفتها بعد توجيه تهمة سب اللواء إسماعيل عتمان عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة وإهانة الجيش إليها من قبل النيابة العسكرية..

كانت  بثينة كامل قد دخلت فى سجال مع اللواء إسماعيل عتمان قال لها خلاله ما معناه أن المتظاهرين المتواجدين فى التحرير أثناء الثورة كانوا ممولين من جهات خارجية .. وأنه كانت هناك ممارسات شائنة بين الشباب والفتيات فى الميدان أثناء الثورة ..

وقد نشرت بثينة نص هذا الحوار من خلال صفحتها على تويتر .. كما ورد جزء منه خلال لقاء لها فى برنامج شاؤع الكلام على قناة النيل الثقافية وتم قطع البرنامج قبل إستكماله بأوامر من سامى الشريف رئيس التليفزيون المعين من قبل الجيش والمعروف أنه من فلول النظام البائد






ولى عدة ملاحظات على هذا الكلام 


1 - أنا متضامن قلباً وقالباً مع بثينة كامل فيما تواجهه من عسف من قبل الجيش

2 - ولا مؤاخذة يعنى أحنا كنا بنخلع مبارك بأسرته بنظامه بسياسته بأختياراته بسلاطته ببابا غنوجه علشان نجيب من هو أشد منه أستبداداً وأستكباراً واستعلاءً
وكل شوية واحد يطلع يقول لنا : أحمدوا ربنا أن الجيش المصرى مش زى الجيش الليبى

نعم ياروح خالتو أنت اللى لازم تعرف الأول أن الشعب المصرى مش الشعب الليبى ولا يمكن أن يكون 
وأن القوات المسلحة اللى سعادتك بتعايرنا أنها لم تعاملنا كالجيش الليبى بنص الدستور هى ملك للشعب يعنى تأتمر بأوامره وتنتهى بنواهيه يا مولانا
وان الجيش الليبى والعقيد الليبى بحقائق التاريخ سيكون مصيرهم إلى مزبلة التاريخ بعد أن يعلقوا على أعواد المشانق فرد فرد زنجة زنجة
وكان يجب أن الشخص اللى قال الكلام ده يطرد من المجلس بعد أعتذار من المجلس للشعب

3 - أنا لا أفهم كيف يمكن أن يكون النقد الموجه لشخص ما هو إهانة للمؤسسة التى يعمل فيها 

يعنى ولا مؤاخذة ولا مؤاخذة يعنى أنا لو أنتقدت أداء رئيس مجلس إدارة هيئة الصرف الصحى يبقى ده ولا مؤاخذة يعنى إهانة للمجارى والباكبورتات وكل حاجة تقرف فى البلد دى

4 - سعادة الباشا الجيش لازم يتابع شوية توجهات الرأى العام علشان يعرف أن رصيده بدأ ينفد لدى الناس التى حملته على الأعناق منذ اللحظة الأولى لنزوله الشارع يوم جمعة الغضب 28 يناير وفرقت بينه وبين مبارك ونظامه وهتفت أمام الدبابات الجيش والشعب أيد واحدة

أرجو أن يكون للعقلاء فى المجلس العسكرى - وهم كثر - اليد العليا على القرارات التى تخرج من المجلس وأن يكون صوتهم هو الأعلى 

وأن يتنحى عن المشهد هؤلاء الذين أصبحوا يمثلون عبئاً سلبياً على سمعة الجيش

وإلا فيرجع العسكر إلى ثكناتهم مشكورين مأجورين ويدعونا نأتى بمجلس رئاسى مدنى بالكامل 

خلص الكلام